المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر ٢٤, ٢٠٠٩

هكذا تتشابه المدائن

لست بائعًا جائلاً كما ظننتم و لست متسوّلاً ؛ أنا شارعيُّ آخر غير ما تجدونه في كتبكم المدرسية و أقول : - ليست مصادفةً أن تتشابه المدائن ما دام الشارعيون أنفسهم جوابوها فهم ينقلون الغبار عبر شعورهم الكثة و شقوقٍ في أقدامه بحجم آنيةٍ فخارية بالإضافة إلى ما ينقلونه من عفن مدينةٍ لأخرى عبر جلودهم الرقيقة؛ هكذا تتشابه المدائن . التاريخ نفسه شارعيُّ عتيق أمّا الحضارة . . . .  (-فين اللون البني يا خالد ؛ على المهندس استخدام موديول ليحقق أعل عائد استثماري للمبنى ) هذا ما تركتم لأجله فلا تعذروني !

حفار القبور

هنا بقف حفار القبور و هو شارعيُّ عتيق و ينعق في محاضرةٍ طويلةٍ عن الموت بينما تتشبّث ببلطته أجزاء رخوة من كائناتٍ غريبةٍ ؛ ظل هذا الرجل يدّعي أنه يعرف لكلّ جثةٍ سرًّا و أنه لو مات لن تجد الجثث التالية من يحفر لها قبرًا حتى سمع أحد الحضور يهمس: - ألا يعرف هذا المسكين أنه هو نفسه مدفونُ في جثةٍ هي العالم ؟ عندها ألقى بنفسه منتحرًا إلى العالم ..

كان يمكن يصبح أن تصبح هكذا :

•  كان يمكن يصبح أن تصبح هكذا : - غرابُ يطل على جثثٍ عفنةٍ من شجرةٍ عجفاء . - أسقط الغراب نعقةً من شجرته العجفاء على رأس إحدى الجثث . - الشجرة العجفاء التي حملت الغراب كانت تضيق برائحة الجثث حولها. - كانت الجثث تداعب أقدام شجرة عجوز توقفت عن الحواديت لتنصت لنعيق غرابها - كان الغراب يبحث بصوته عن طريقٍ لشجرته بين الجثث. - ضاق صدر الغراب عندما لاحظ أن الجثث ترى شجرته الحنون كومةً من الحطب صالحةً لإحراقهم . - و ربما بصورةٍ أبسط : غراب شجرة جثث  لماذا لا تكتبها معي؟

لماذا لا تكتبها معي ؟

هل ستقدّرون لو أدخلتكم إلى محرقتي حيث أتلمس نور الكتابة؟سأريكم ما لم اكتبه بعد  (الحجرات ، الشارعيون ، المداخل ، إلى آخر هذا الملل) و ربما أطلعتكم على شيءٍ من الكتابة الدنيئة ؛ - لن تقدّروا ؟ ربما في وقتٍ آخر إذن . . . . الآن الوقت الآخر ، أنتم الآن في شرفةٍ تطل على ذاتي ، وهذا الخراب الذي تبصرون مؤكّدًا كان شيئًا ما ؛ لوحًا من الإردواز منقوشًا عليه بالذهبيّ المدمّى ، أعلامًا منكّسةً ، أحجارًا ثقيلة ، بقعةً من ذاكرةٍ لم أفلح في إزالتها أو أصابع ضخمة تتعلٌّق بها أشياءُ دقيقة .. - آسف ؛لم أرتّب المكان جيّدًا قبل حضوركم ! . . . أردت أن أريكم الحجرات لكنها مغلقةُ دون وجهي.   غير أني جمعت لكم لقطات طازجةً من المشهد   – أعني مشهد الغلق – و دمًا دافئًا و جمجمةً جوفاء و أجزاء من هياكل عظميةٍ تصلح لجمعها في عقد ، و بعض الجثث . .  لماذا لاتكتبها معي ؟